تناول الكثيرون من الكتاب حديث رئيس الوزراء الأخير فى مجلس الشعب وكيف كروت كل القضايا والاتهامات التى جاء يدافع فيها عن الحكومة مثل الغلاء والدعم ...إلخ
وأيضا كيف استند إلى أرقام وهمية بدون أى دليل رسمى أو إحصائيات موثقة -كلام فى الهوا يعنى- كى يثبت لنا جميعا أننا مخطئون وعلى حد تعبيره "مابنقراش فنسمع عشان نفهم ونتعلم !!" يبدو أنه مازال مصرا أننا شعب غير ناضج بما يكفى ليس لممارسة الديمقراطية فحسب بل لمجرد القراءة .. شعب أمىّ !
وقرأنا مقالات مهمة مثل مقال مجدى مهنا فى المصرى اليوم الذى كشف فيه أسلوب فتحى سرور والحزب الوطنى فى إجهاض كافة الجهود التى ترمى إلى مساءلة الحكومة جديا وتقييم أداءها عن طريق الاستجوابات الجدية من نواب المعارضة بالتعمية على هذه الاستجوابات بالأسئلة وطلبات الإحاطه الوهمية التى تهدف إلى قطع الطريق على المعارضة الحقيقية واللغوشة عليها كى يتسنى للصحف والنشرات القومية أن تنشر بعناوين كبيرة أن المعارضه فشلت فى عرقلة الحكومة !
بل وأيضا يتأتى لفتحى سرور أن يصف بعد ذلك المعارضة والمعارضين بأنهم أصحاب صوت عال بلا أى دليل وهدفهم هو الجعجعة والشهرة لاأكثر ...
لكن أكثر مالفت انتباهى واستفزنى فى حديث رئيس الوزراء الذى بليت بمشاهدته مباشرة وقت إذاعته على القناة الأولى هو حديثه عن الشباب الغارق على شواطىء إيطاليا واليونان ..
حديث نظيف لم يشر لى الشباب الغرقى بل أشار إليهم بمحاولات الهجرة الفاشلة أو غير الناجحة !!
وكان ردّه أضاء الله قبره بنيران جهنم أننا نركّز على محاولات فاشلة لمئات أو بضعة آلاف من الشباب المهاجرين ونتجاهل مئات الألوف غيرهم من المهاجرين الناجحين !!
حقا لم أعرف ماذا أفعل وتسمّرت أمام الشاشة غير مصدّق ...
حاولت استيعاب مايقوله نقطة بنقطة ..
1- الشباب المصرى يهاجر إلى الخارج بمئات الألوف ورئيس الوزراء يعرف ذلك.
2- لايذهب الشباب للسياحه طبعا بل لأنه لايجد هنا سبيلا لبدء حياته وأكل عيشه بطريقه كريمه لكن هذه النقطه لايبدو أنها تهم رئيس الوزراء أو حكومته كثيرا فلم يشر إليها ولو بنصف كلمة !
3- إكمالا للنقطة الثانية يجد رئيس الوزراء وحكومته فى هجرة الشباب إلى الخارج -ولو بطرق غير شرعية- وسيله ناجحه ويجب تشجيعها فهى تساهم فى حل مشكلة الشباب نفسهم -سواء بالموت أو الوصول والعمل- وحل مشاكل ذويهم هنا بما يحولونه من أموال .. حتى لو اتخذ شكل خروج الشباب شكل الهروب الجماعى من جو مقرف ومستقبل ضائع بين أنياب أمانة السياسات لأصحابها عز ومبارك وأعوانهما
4- لايجد السيد الذى لم يعد نظيفا أى مشكلة فى موت وغرق العديد من شبابنا على شواطىء يرطن أصحابها بلغة لايفهمونها وربما لم ير بعضهم البحر قبل موته سوى فى هذه المرة ! بل يجد المشكله فينا نحن الذين نقلق على موت بعض الشباب الذى فشل فى تعلم السباحه قبل أن يلقى بنفسه فى البحر ولانلتفت إلى الشباب الذى عام ! بل ونجح فى العمل أيضا .. يالنا من حمقى متصيدى أخطاء !!
نحن لانساوى فى نظر السيد رئيس الوزراء حتى مجرد الذكر أو الإشارة إلينا فإذا مات بعضنا فهناك منا الكثير .. ولسان حاله وحال سادته يقول بأن " جتكوا نيله مليتوا البلد" !! وأنه كلما مات منا الكثير قلت مشاكلهم وأعباءهم الكثير أيضا ..
ربما كان يفضل السيد رئيس الوزراء أن نخرج جميعا إلى أرض الله الواسعه .. يموت منا من يموت ويضيع من يضيع .. سيبقى بعضنا على أى حال وسنعمل فى الخارج فإن لم نبعث بالأموال غلى الوطن ونزيد من ثروته فإننا على الأقل سنكفيه مؤونتنا ودعمنا الذى يقلق سادته ...
هل هناك أمل فى تغيير سلمى أو ديمقراطية مع من لايعتبروننا بشرا من الأساس !
من ينظرون إلينا كالذباب الذى لايكف عن الإزعاج والطنين ولايساوى موت الألف منا أن يشغل أحدهم خاطره !
حسبى الله ونعم الوكيل ..