جاءنى خبر وفاتها فى مايو 1959 فى خطاب حزين من حسين. ولابد أن أعترف. مع ذلك، بأنه على الرغم من كل ما كنت أشعر به من قلق وخوف عليها قبيل وفاتها، جاءنى الخبر وأنا فى حالة مختلفة تماما. كنت قد دخلت قبل وصول الخطاب بنحو أسبوع فى علاقة حميمة مع فتاة إنجليزية، بعد حرمان طويل، أشعرتنى بثقة كبيرة فى نفسى، فلما علمت بالخبر كان وقعه على أخف بكثير مما كنت أتوقع. ظللت سنوات طويلة، بعد هذا، أشعر بالذنب لضعف استجابتى لمشاعر الحزن لوفاة والدتى، وقد كانت ملاحظتى لضعف استجابتى لهذا الخبر هى أول ملاحظة فى سلسلة طويلة من الملاحظات التى أكدت لى أن الإنسان هو فى أعماقه كائن وغد.
جلال أمين
No comments:
Post a Comment