اشتريت اليوم كتابا جميلا للدكتور جلال أمين اسمه "كتب لها تاريخ " يتناول فيها مجموعه من الكتب المؤثّره والجميله
وكان من ضمنها رواية خالتى صفيّه والدير ..
الروايه شهيره جدا وبالذات بعد تمثيلها فى مسلسل حقق نجاحا لابأس به من بطولة ممدوح عبدالعليم وبوسى
يحدّثنا دكتور جلال عن أسلوب بهاء طاهر وتماسكه ثم يتناول خيوط الروايه الأساسيه ويحكى لنا عن شخصيات الروايه التى يبرز من بينها شخصية المقدّس بشاى الذى يحترمه كل أهل القريه ويحبونه ويشاركهم حياتهم من داخل الدير بدون حساسيات أو مشكلات
بل وعلى العكس يرفض زعيم عصابه طلب أحد اللصوص بالهجوم على الدير للحصول عن الذهب الذى يشاع تواجده فيه بل ويعاقب اللص بضربه فى رجله بالرصاص !
ثم يقارن بين رأى بهاء طاهر وسماحة والده الذى أنشأه عليها ولم يسمع منه أبدا كلمه تفرّق بين هذا مسلم وهذا مسيحى وأيضا سماحة والد د. جلال الكاتب أحمد أمين مع الأحداث الداميه - أيضا!! - التى جرت فى إمبابه منذ عدّة سنوات
كنت أظن أن أحداث الاسكندريه الأخيره هى أولى صور المواجهة العنيفه لكن اتضح أننى كنت مخطئا
ماحدث فى إمبابه لم يكن يقل فظاعه مع استثناء دور الأمن المحرّض فى أحداث الاسكندريه
مايهمنى فى حديث د. جلال والذى أردت تدوينه هنا هو مايلى
"
ومالذى تنتظر أن يحدث فى حى سكنى وصفه الصحفيون الذين ذهبوا لتغطية الأحداث بالصورة الآتية : عدد كبير من الفقراء النازحين من الصعيد وبعض المحافظات الأخرى, يسكنون مساكن عشوائيه مكدّسه بالبشر, عديمة الخدمات, وتضم أعدادا غفيره من العاطلين, ويستعمل جزء كبير منها كمقالب زباله للقاهرة والجيزة, ولايخلو شارع من المجارى الطافحة, وشوارعها محفورة من الوسط تمهيدا لعمل مجارى جديدة, وأكوام الأتربة تسد أبواب البيوت على الجانبين فى شارع الاعتماد, وهو الشارع الذى وقعت به معظم الأحداث, فلما جاء رجال الشرطه كان عليهم أن يخوضوا فى برك من مياه المجارى التى تعوم فيها جبال القمامه. فى هذه البيئة يتحرّك السكان بين المقاهى ومحلات بيع الأشرطه التى تذيع ليل نهار وبصوت عال أغانى من نوع "إنت ياخيشه كداب قوى" ثم يأتى خطباء المساجد الأهليه التى لاتراقبها وزارة الأوقاف يقولون كلاما يحرّض هذا على ذاك
هل يستغرب فى مثل هذه الظروف أن يظن شاب عاطل أن إجبار قبطي على خلع صليبه يعتبر عملاً محموداً يرفع من قدره أمام نفسه وأمام أقرانه؟
أو أن يقوم آخر مثله بإجبار امرأة قبطية على القفز من ارتفاع عشرة أمتار؟
بل أن تقدم امرأة قبطية أو مسلمة بإلقاء نفسها من ارتفاع عشرة أمتار بمحض اختيارها لأن الحياة فى منطقة امبابه لم تعد ممكنة للآدميين؟
قلت لنفسى أيضا أنه حتى لو قرّرت وزارة التعليم أن يقرأ تلاميذ المدارس رواية بهاء طاهر, على أمل أن يفطنوا إلى أن المقدس بشاى يمكن أن يكون رجلاً طيباً, وأن ابن آدم كرمه الله ومن ثمّ لايجوز أن يُعامل كالحمار, بدلاً مما تحتويه الكتب المقررة من سخافات لاهى بالفن ولا بالدين.
حتى لو فعلت وزارة التعليم ذلك فإن حل المشكلة يحتاج أيضاً إلى ردم المجارى وجمع القمامة وكنس التراب وإسكات الميكروفونات وإيجاد عمل للمتبطلين.
"
وكان من ضمنها رواية خالتى صفيّه والدير ..
الروايه شهيره جدا وبالذات بعد تمثيلها فى مسلسل حقق نجاحا لابأس به من بطولة ممدوح عبدالعليم وبوسى
يحدّثنا دكتور جلال عن أسلوب بهاء طاهر وتماسكه ثم يتناول خيوط الروايه الأساسيه ويحكى لنا عن شخصيات الروايه التى يبرز من بينها شخصية المقدّس بشاى الذى يحترمه كل أهل القريه ويحبونه ويشاركهم حياتهم من داخل الدير بدون حساسيات أو مشكلات
بل وعلى العكس يرفض زعيم عصابه طلب أحد اللصوص بالهجوم على الدير للحصول عن الذهب الذى يشاع تواجده فيه بل ويعاقب اللص بضربه فى رجله بالرصاص !
ثم يقارن بين رأى بهاء طاهر وسماحة والده الذى أنشأه عليها ولم يسمع منه أبدا كلمه تفرّق بين هذا مسلم وهذا مسيحى وأيضا سماحة والد د. جلال الكاتب أحمد أمين مع الأحداث الداميه - أيضا!! - التى جرت فى إمبابه منذ عدّة سنوات
كنت أظن أن أحداث الاسكندريه الأخيره هى أولى صور المواجهة العنيفه لكن اتضح أننى كنت مخطئا
ماحدث فى إمبابه لم يكن يقل فظاعه مع استثناء دور الأمن المحرّض فى أحداث الاسكندريه
مايهمنى فى حديث د. جلال والذى أردت تدوينه هنا هو مايلى
"
ومالذى تنتظر أن يحدث فى حى سكنى وصفه الصحفيون الذين ذهبوا لتغطية الأحداث بالصورة الآتية : عدد كبير من الفقراء النازحين من الصعيد وبعض المحافظات الأخرى, يسكنون مساكن عشوائيه مكدّسه بالبشر, عديمة الخدمات, وتضم أعدادا غفيره من العاطلين, ويستعمل جزء كبير منها كمقالب زباله للقاهرة والجيزة, ولايخلو شارع من المجارى الطافحة, وشوارعها محفورة من الوسط تمهيدا لعمل مجارى جديدة, وأكوام الأتربة تسد أبواب البيوت على الجانبين فى شارع الاعتماد, وهو الشارع الذى وقعت به معظم الأحداث, فلما جاء رجال الشرطه كان عليهم أن يخوضوا فى برك من مياه المجارى التى تعوم فيها جبال القمامه. فى هذه البيئة يتحرّك السكان بين المقاهى ومحلات بيع الأشرطه التى تذيع ليل نهار وبصوت عال أغانى من نوع "إنت ياخيشه كداب قوى" ثم يأتى خطباء المساجد الأهليه التى لاتراقبها وزارة الأوقاف يقولون كلاما يحرّض هذا على ذاك
هل يستغرب فى مثل هذه الظروف أن يظن شاب عاطل أن إجبار قبطي على خلع صليبه يعتبر عملاً محموداً يرفع من قدره أمام نفسه وأمام أقرانه؟
أو أن يقوم آخر مثله بإجبار امرأة قبطية على القفز من ارتفاع عشرة أمتار؟
بل أن تقدم امرأة قبطية أو مسلمة بإلقاء نفسها من ارتفاع عشرة أمتار بمحض اختيارها لأن الحياة فى منطقة امبابه لم تعد ممكنة للآدميين؟
قلت لنفسى أيضا أنه حتى لو قرّرت وزارة التعليم أن يقرأ تلاميذ المدارس رواية بهاء طاهر, على أمل أن يفطنوا إلى أن المقدس بشاى يمكن أن يكون رجلاً طيباً, وأن ابن آدم كرمه الله ومن ثمّ لايجوز أن يُعامل كالحمار, بدلاً مما تحتويه الكتب المقررة من سخافات لاهى بالفن ولا بالدين.
حتى لو فعلت وزارة التعليم ذلك فإن حل المشكلة يحتاج أيضاً إلى ردم المجارى وجمع القمامة وكنس التراب وإسكات الميكروفونات وإيجاد عمل للمتبطلين.
"
No comments:
Post a Comment