فهمى هويدى فى الشروق كتب مقال مستفيض عن الموضوع ده بعنوان
فى آخر المقال تلخيص لكل الحجج الواهية والكلام الفارغ اللى للأسف مش الحكومة بس اللى بتردده دلوقتى ..
وهاهو الجزء الأخير
إذا كان هناك أى تصور للمساس بأمن مصر الوطنى، لماذا لم تلجأ مصر قبل إقامة الجدار إلى التفاهم مع حركة حماس لعلاج الأمر، وهى المسيطرة على القطاع ويتم حفر تلك الأنفاق بعلمها.. وإذا كانت مصر قد تدخلت لوقف اطلاق الصواريخ من غزة نحو المستعمرات الإسرائيلية، ألم يكن الأجدر بها أن تتدخل لدى حماس لوقف ما تتصوره مساسا بأمنها؟
إذا كان السور دفاعا عن الأمن القومى المصرى، فلماذا تنهض به الولايات المتحدة وفرنسا وغيرها من الدول الأوروبية، ولماذا تلك الحفاوة الإسرائيلية المشهودة به، ومنذ متى كانت تلك الأطراف مشغولة بالدفاع عن أمن مصر والوطن؟
منذ متى وبأى معيار موضوع يمكن أن يشكل قطاع غزة تهديدا لأمن مصر؟ وهل يعقل أن يقام الجدار الفولاذى مع القطاع، فى حين تظل منطقة الحدود المباشرة بين مصر وإسرائيل (فى طابا مثلا) بدون أية احتياطات أمنية، ويرتع فيها الإسرائيليون كيفما شاءوا؟
أليس الحصار هو المبرر الوحيد للتوسع فى حفر الأنفاق، وإذا كانت مصر حريصة حقا على أمنها الوطنى، لماذا لا تكثف جهودها وتمارس ضغوطا لرفع الحصار، بدلا من أن تتورط فى التصدى للنتائج المترتبة عليه؟
ما مدى سلامة الموقف القانونى المصرى إذا اتهمت أمام المحاكم الدولية ــ ناهيك عن محكمة التاريخ ــ بأنها انتهكت القانون الدولى الإنسانى وأحكام اتفاقية جنيف الرابعة، وأسهمت فى حرمان الشعب الفلسطينى من أسباب عيشه الخاصة، الأمر الذى يعتبر اشتراكا فى ارتكاب جريمة ضد الإنسانية.
إزاء الحفاوة الإسرائيلية بالموافقة المصرية على بناء الجدار، هل يمكن القول إن تطابقا حدث فى الرؤية بين الأمن الوطنى الإسرائيلى والأمن القومى المصرى؟
لا خلاف حول حق مصر فى الدفاع عن أراضيها والحفاظ على أمنها. لكن ألا يستحق المساس بالأرض أو تهديد الأمن إجماعا وطنيا، بحيث يعرض على مجلس الشعب على الأقل، بدلا من أن يُحاط الشعب المصرى علما به من إحدى الصحف الإسرائيلية؟
حين يفكر المرء فى إجابة تلك الأسئلة فسوف يدرك أن إقامة الجدار لا علاقة له بأمن مصر، وإنما هو فى حقيقته استجابة لدواعى أمن إسرائيل، فرضتها السياسة الأمريكية وقامت بتنفيذها تحت أعيننا، ولكننا أغمضنا وسكتنا، إلى أن قامت الصحافة الإسرائيلية بكشف المستور وفضح المسكوت عليه.