معرض الكتاب هذا العام
لم تكن تجربة سارة بكل أسف فقد ذهبت يوم الجمعة الماضية حيث لم يتم السماح بالدخول قبل الواحده والنصف تقريبا وكان الزحام شديدا جدا
الأمن هذا العام فى المعرض هو الظاهرة الملفته أكثر من ارتفاع أسعار الكتب أو تغيير أماكن العرض أو حتى لجوء دور نشر كبيرة كالشروق لزيادة أسعار الطبعات القديمة من الكتب التى لم تنفد بعد وهو ماكان أمرا معتادا فى دار المعارف مثلا
وأود أن أتحدث عن الأمن فى إطار الموقف الذى شهدته بنفسى
وصلت المعرض أنا وأحد أصدقائى حوالى الثانية عشره ووجدت أعدادا كبيرة من الناس أمام بوابة المعرض ووجدت طابورا طويلا أمام شباك التذاكر للرجال وآخر أقصر قليلا للنساء
إلى جانب الطابورين كان هناك أعداد كبيرة من الزوار تفترش الأرض أمام البوابات وأمام السور فى انتظار فتح الأبواب
كان هناك أعداد كبيرة من عساكر الأمن وأيضا عدد من الضباط ذوى العوينات السوداء التى توحى بالأهميه
ظللنا هكذا أكثر من ساعه
أعداد الزوار فى ازدياد أمام البوابات وعساكر الأمن جالسون أو واقفون والضباط يروحون ويجيئون وربما يتناقشون مع أحد الزوار الذى يشكو من وقوفنا هكذا بدون أى سبب منطقى لأن كل العارضين متواجدين بالداخل وجاهزون لاستقبال الزوار
مع مرور الوقت استطال الطابور أكثر وأكثر وتوافد بعض القادمين الجدد إلى شباك التذاكر مباشرة متجاهلين الطابور
وفتح شباك التذاكر بعد الواحده بثلث ساعة تقريبا
بدأت أعداد غير الملتزمين بالطابور تطغى على أعداد الواقفين فيه
ولم نلبث سوى دقائق معدوده حتى كان الطابور نسيا منسيا وأصبح الزحام أمام شباك التذاكر فوضويا ومهولا
لم يكن زحاما عاديا بل تلاحم تام ورغم هذا كان هناك من يندفع من الجانب محاولا اختراق هذه الكتلة البشرية ويوشك الجميع على السقوط على طابور النساء
وأوشكت على السقوط أكثر من مرة ولم يمنعنى سوى الأجساد المحيطة بى
حاولت الصراخ وحاول غيرى بلافائدة
وحينما وجدت أحد المخترقين بجانبى حاولت الصراخ فيه بأنه يكاد أن يدهس من أمامه فأجابنى بأن “ وأنا أعمل إيه يعنى؟” ثم واصل دفعه للناس بلا اكتراث
بالطبع كان من المخترقين من يأخذ التذاكر ليبيعها خارج الزحام بسعر أغلى وكان منهم أناس عاديون ينتظرون منذ الصباح ووجدوا حقهم فجأة قد تم الاستيلاء عليه
على كل حال اقتربت من شباك التذاكر وناولت أحد القريبين من الشباك النقود وناولنى التذاكر
وكان الخروج مأساة أخرى حيث كان الجميع يتدافعون تجاه شباك التذاكر من كل منفذ ولم يكن أى شخص على استعداد للتخلى عن مكانه كى يسمح لك بالخروج
كل هذا وعساكر وضباط الأمن بعيدون لاشأن لهم بما يحدث
وعند الدخول كان هناك زحام آخر أقل قليلا ولكن بسبب الأمن هذه المره فقد صنع الأمن حواجز بعيدا عن البوابات ومنع الزوار من عبورها إلا فى مجموعات صغيرة
وبعد الدخول كان هناك من يرتدون ملابس مدنية و يفتشون حقائب الزوار ولاتدرى عم يبحثون فى حقائب الآتين إلى معرض كتاب ؟
الأن نأتى للنقطة التى أريد الحديث عنها
من أضاع النظام وصنع الزحام وكاد يوقع بعض القتلى كانوا نحن
لم يأت الأمن بأفراد تندس وسط الجماهير لتصنع الفوضى ولم يكن هناك مؤامرة خارجية ومن المفترض أن جمهور معرض الكتاب على قدر ما من التحضر
نحن من صنعنا هذا بأنفسنا .. أعترف
لكنى أحب أن أسأل
مادور الأمن بالضبط؟
حينما يرى الضابط ذو العوينات السوداء التى تشى بالغموض وتوحى بالأهمية الناس تتدافع عشوائيا ويكاد يقع بينهم ضحايا ولايتحرك فما دوره بالضبط؟
هناك من انتظم فى الطابور وهناك من لم يعبأ به فمن يعاقب غير الملتزم ويفرض النظام ؟
لماذا يوجد الأمن إذا هذا العام بطريقة بارزة جدا جدا إن لم يكن لفرض النظام ومساعدة الزوار ؟
اختراع البوليس والشرطه حدث لأن هناك لصوص وقتلة وليس من باب المنظرة
وإذا لم يقم الأمن بدوره الحقيقى فإن الواقفين بالطابور لن يلتزموا بأماكنهم وسينضمون لصانعى الفوضى فى محاولة لإنقاذ حقوقهم
لهذا صنعنا الحكومة ولهذا صنعنا الشرطة
لتأمين حصول كل مواطن على حقه فى الأمن والحياة الكريمة
بيننا لصوص وبيننا مجرمين وبيننا وبيننا وبيننا
ومن أجل هذا وجدت الحكومة المركزية
كى لايتحكم المجرمون واللصوص فى عامة الشعب وكيلا تسود الفوضى
عند بوابات المعرض كان بعض الزوار هم سبب الفوضى
ودور الأمن المتواجد هو الحفاظ على النظام وتأمين الزوار ومنع الفوضى الناتجة عن بعض العناصر الفاسدة
إذا لم يقم الأمن بوظيفته فلا مبرر لوجوده إذن
ويصبح وجوده عند بوابات المعرض شكليا فقط
ومن يدرى
ربما كان هذا مقصودا ؟؟
4 comments:
تصدق بقى عيب عليك تكون في القاهرة من غير ما تقول
فينك يابني واحشني جدا من زمان
شوفت بقى حصل لك ايه في المعرض عشان ماقولتليش قبلها انك جاي
معلش يا ياسر
أنا جيت الساعه 12 ومشيت الساعه 7
وآهى جت على دماغى زى ماإنت قلت :)
على العموم ملحوقه ياريس
أنا احتمال كبير آجى القاهره كمان أسبوعين وللا حاجه
هاظبط معاك ومع تامر ولو جهبذ لسه عايش أظبط معاه برضه
أهو ع الأقل يبقى بعيد عن زحمة المعرض واللقاءات والحاجات اللى ماليش فيها دى :)
أسئلتك حقيقيه وعميقه .. قد تقودنا مره أخرى لفكرة الحوكمه أو الحكم الرشيد .. أى أعادة اختراع الحكومه .. لماذا خلقنا نحن الخكومه .؟ أن لم يكن لتحقيق أغراضنا و خدمتنا و تنظيما .. فما هو الغرض من وجودها أصلا ؟
أشكرك
يبدو أنه زمن ضياع البديهيات ياعزيزى الفارس :)
لماذا لدينا شرطه ؟ لماذا لدينا حكومه؟ لماذا هناك رئيس؟ لماذا يوجد مجلس الشعب ؟ ماهو الدور المفترض للمدارس والجامعات؟ لماذا لدينا هيئة طاقة ذرية ؟
بل ولماذا احتلت أمريكا العراق وتحتل اسرائيل فلسطين ولماذا يقاوم العراقيون والفلسطسينيون ؟
لماذا يوجد مجلس الأمن ؟ لماذا تتحالف أوربا مع أمريكا ضد الشعوب الفقيرة؟
لماذا ولماذا ولماذا ؟
ولايبدو أبدا بصيص أمل فى جواب نهائى
:(
Post a Comment