يتحدث خيرى رمضان فى مقاله فى المصرى اليوم عن المنتخب وبطولة إفريقيا واللاعبين ...إلخ
جذب انتباهى حديثه عن إدعاء أبوتريكه للعرقلة فى مباراة أنجولا للحصول على ضربة حرة مباشرة, حيث طالب أبوتريكة بالاعتذار عن هذا الخطأ حتى لاتفقد مصر الثقة فى أحد صانعيها -يقصد صانعى الثقه وليس صانعى مصر طبعا - ...
الحقيقة أن هذا الخطأ ليس جديدا على أبوتريكة فقد فعلها فى مباراة حرس الحدود-على ماأذكر- فى الدورى المصرى منذ موسم أو موسمين لاأذكر بالضبط .. وفاز الأهلى يومها بضربة جزاء غير صحيحه انطلت على الحكم بعد خداع أبوتريكه وادعائه العرقلة فى منطقة الجزاء .. وبعدها اعترف أبوتريكة بأنه مثل الوقوع ليحصل على ضربة الجزاء واعتذر ..
لايهمنى بالطبع سلوك أبوتريكة فى الملعب لكن مايهمنى هو الهالة التى يصنعها الإعلام حول النجوم والمشاهير فى أى مجال .. فيفرض صورة معينة سواء حقيقية أم لا للتأثير على العامة و-فى حالة أبو تريكة كمثال- يصنع منهم نماذج للنجاح يتأثر بها الشباب ويتخذونهم قدوة ومن نجاهم هدف للسعى.
أبو تريكة لاعب جيد جدا وهادىء فى الملعب لكن هذا لم يكف لصنع الهالة التى يسعى إليها الإعلام بل تم التركيز على تديّنه خارج الملعب وتواضعه وبرّه بأهله وأقاربه ... إلخ
بالإضافة طبعا لتضخيم إجادته داخل الملعب ووضف كل تحركاته بالرائعه والخارقة ... إلى جانب التماس مختلف الأعذار من إصابه أو إجهاد إن لم يكن موفقا فى الملعب ... إلخ
الهدف هو تسويق صورة البطل .. فهو لايفشل بل تتدخل عوامل أخرى فى إحباط مسعاه .. وهو لايخطىء -داخل الملعب أو خارجه- ملتزم دينيا وأخلاقيا .. بار بوالديه .. يحج أو يعتمر كل عام ..بل وأيضا يعبر عما فى صدور الناس بتضامنه مع غزة!!..
باختصار بطل ..
فماذا لو ارتكب البطل مثل هذا الخطأ ؟
لم يصر الإعلام على صنع أناس لاوجود لهم ؟
هل أصاب بالبارانويا فأقول أنها سياسة مقصودة ومنهجية ضمن تغييب العقول ؟ لاأعتقد حقا
أعتقد أن هذا عيب كامن فى الإعلام ذاته فى عصرنا الحالى ..
الاعتماد على المبالغه والفرقعه و"الحاجه اللى تبيع" ..
لابد من صنع قضية ما تثير فضول الناس ليشتروا الجريده أو يشاهدوا القناة ..
لابد من خبر مثير يمس قضايا الناس -أو لايفعل !-
لابد من صنع نجوم يتتبع العامة أخبارهم فى الجرائد والقنوات المختلفة
لابد أن نبيع !
...
شخصيا أنا معجب بأبو تريكة
وأعتقد أنه كان صادقا فى تضامنه مع غزة وفى التزامه وفى لعبه وفى ادعائه العرقلة !
هكذا هو فإما أن تقبله أو ترفضه .. لكن -أرجوك- لاتصنع منه شيئا غير حقيقته