Saturday, November 25, 2006

لصّاً أو نصف نبيّ ..

لم أحب قصيده لأمل دنقل مثل هذه رغم إعجابى العنيف بمعظم قصائده ..

 

 

من أوراق ابو نواس

 

(الورقة الأولى)

 

"ملِكٌ أم كتابهْ?"

صاحَ بي صاحبي وهو يُلْقى يدرهمهِ في الهَواءْ

ثم يَلْقُفُهُ..

(خَارَجيْن من الدرسِ كُنّا.. وحبْرُ الطفْولةِ فوقَ الرداءْ

والعصافيرُ تمرقُ عبرَ البيوت,

وتهبطُ فوق النخيلِ البعيدْ!)

"ملِك أم كتابه?"

صاح بي.. فانتبهتُ, ورفَّتْ ذُبابه

حولَ عينيْنِ لامِعتيْنِ..!

فقلتْ: "الكِتابهْ"

... فَتَحَ اليدَ مبتَسِماً; كانَ وجهُ المليكِ السَّعيدْ

باسماً في مهابه!

***

"ملِكٌ أم كتابة?"

صحتُ فيهِ بدوري..

فرفرفَ في مقلتيهِ الصِّبا والنجابه

وأجابَ: "الملِكْ"

(دون أن يتلعثَمَ.. أو يرتبكْ!)

وفتحتُ يدي..

كانَ نقشُ الكتابه

بارزاً في صَلابه!

دارتِ الأرضُ دورتَها..

حَمَلَتْنا الشَّواديفُ من هدأةِ النهرِ

ألقتْ بنا في جداولِ أرضِ الغرابه

نتفرَّقُ بينَ حقولِ الأسى.. وحقولِ الصبابه.

قطرتيْنِ; التقينا على سُلَّم القَصرِ..

ذاتَ مَساءٍ وحيدْ

كنتُ فيهِ: نديمَ الرشِيد!

بينما صاحبي.. يتولى الحِجابه!!

 

(الورقة الثانية)

 

من يملكُ العملةَ

يُمسكُ بالوجهيْن!

والفقراءُ: بَيْنَ.. بيْنْ!

 

(الورقة الثالثة)

 

نائماً كنتُ جانبَه; وسمعتُ الحرسْ

يوقظون أبي!..

- خارجيٌّ?.

- أنا.. ?!

- مارقٌ?

- منْ? أنا!!

صرخَ الطفلُ في صدر أمّي..

(وأمّيَ محلولةُ الشَّعر واقفةٌ.. في ملابِسها المنزليه)

- إخرَسوا

واختبأنا وراءَ الجدارِ,

- إخرَسوا

وتسللَ في الحلقِ خيطٌ من الدمِ.

(كان أبي يُمسكُ الجرحَ,

يمسكُ قامته.. ومَهابَتَه العائليه!)

- يا أبي

- اخرسوا

وتواريتُ في ثوب أمِّيَ,

والطِّفلُ في صدرها ما نَبَسْ

ومَضوا بأبي

تاركين لنا اليُتم.. متَّشِحاً بالخرَس!!

 

(الورقة الرابعة)

 

أيها الشِعرُ.. يا أيُها الفَرحُ. المُخْتَلَسْ!!

(كلُّ ما كنتُ أكتبُ في هذهِ الصفحةِ الوَرَقيّه

صادرته العَسسْ!!)

 

(الورقة الخامسة)

 

... وأمّي خادمةٌ فارسيَّه

يَتَنَاقَلُ سادتُها قهوةَ الجِنسِ وهي تدير الحَطبْ

يتبادلُ سادتُها النظراتِ لأردافِها..

عندما تَنْحني لتُضيءَ اللَّهبْ

يتندَّر سادتُها الطيِّبون بلهجتِها الأعجميَّه!

نائماً كنتُ جانبَها, ورأيتُ ملاكَ القُدُسْ

ينحني, ويُرَبِّتَ وجنَتَها

وتراخى الذراعانِ عني قليلاً

قليلا..

وسارتْ بقلبي قُشَعْريرةُ الصمتِ:

- أمِّي;

وعادَ لي الصوتُ!

- أمِّي;

وجاوبني الموتُ!

- أمِّي;

وعانقتُها.. وبكيتْ!

وغامَ بي الدَّمعُ حتى احتَبَسْ!!

 

(الورقة السادسة)

 

لا تسألْني إن كانَ القُرآنْ

مخلوقاً.. أو أزَليّ.

بل سَلْني إن كان السُّلطانْ

لِصّاً.. أو نصفَ نبيّ!!

 

(الورقة السابعة)

 

كنتُ في كَرْبلاءْ

قال لي الشيخُ إن الحُسينْ

ماتَ من أجلِ جرعةِ ماءْ!

وتساءلتُ

كيف السيوفُ استباحتْ بني الأكرمينْ

فأجابَ الذي بصَّرتْه السَّماءْ:

إنه الذَّهبُ المتلألىءُ: في كلِّ عينْ.

إن تكُن كلماتُ الحسينْ..

وسُيوفُ الحُسينْ..

وجَلالُ الحُسينْ..

سَقَطَتْ دون أن تُنقذ الحقَّ من ذهبِ الأمراءْ?

أفتقدرُ أن تنقذ الحقَّ ثرثرةُ الشُّعراء?

والفراتُ لسانٌ من الدمِ لا يجدُ الشَّفتينْ?!

***

ماتَ من أجل جرعة ماءْ!

فاسقني يا غُلام.. صباحَ مساء

اسقِني يا غُلام..

علَّني بالمُدام..

أتناسى الدّماءْ!!

 

نقلت القصيده من هذه الصفحة

3 comments:

saso said...

ليوناردو الشهر ده تقريبا مخصص لامل ماتعرفش ليه تحس انك محتاجلة
الورقة الثالثة من الاوراق بافتكرها طول الوقت
الورقة السابعة ورقة الحسين كل ما اكتب القاها اخر سطر في سطوري دايما ليها مكان لوحدها واة من البكاء بين يدي زرقاء اليمامة واة من اللوحات
اةةة هـنـــاهتلقي احلي قصايد لامل
وطبعا الورقة السابعة من اوراق ابي نواس هتلقاها اخر سطور

اما هـنـــا هتلقي القصايد بصوتة مش بس لا تصالح حاجات تاني كتير
:))

Leonardo said...

بالنسبة لى الورقه السادسه دى معجزة
بتلخّص كل القرف اللى احنا فيه والخلط اللى بيحصل دلوقتى باسم الدين من ناحية الدقن واجبه وللا سنّه ومن ناحية تانيه تقصير الثوب للرجل والنقاب للمرأة والضجة الأخيره الخاصة بالحجاب ..
محاولات للإلهاء كشفتها هذه الورقة
لكننا كالعاده لانقرأ !
وإن قرأنا فلن نقرأ لدنقل بكل تأكيد :(

متشكر جدا على الروابط وخصوصا القصائد اللى بصوت دنقل
صوته يشبه صوت الأبنودى على فكره ..
ماهم كانوا عِشره وبلديات من وهم صغيّرين

Mony The Angel said...

i realy love this poem..
alot :)