بدأت أشعر بالندم على قرار التدوين يوميا هذا !
الظاهر إنى نسيت إنى بنى آدم كسول فى الأساس قبل ماأبقى أى حاجه تانيه
ماعلينا ..
النهارده عايز أكتب عن ساخر رائع تعرّفت عليه مصادفة
اسمه ناجى جورج
كاتب راحل بجريدة الأهالى وخبير بوزارة العدل
لاأعرف عنه سوى هذه البيانات بالإضافة إلى صورته على الغلاف الخلفى للكتاب الوحيد الذى قرأته له حتى الآن
الكتاب بعنوان يوميات موظف "هموم وطن"ج2 وهو صادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة عام 2002 بعد وفاة الكاتب
أنقل لكم يومية هنا من باب التعريف وعسى أن يدلنى أحدكم على كيفية الحصول على أى كتاب آخر له !
السياحة فى كل مكان!!
حمام شقتى أصبح أقرب إلى الوضع العربى المتردى منه إلى حمام. فهو كما الوضع العربى يشر فى كل مناسبة ومن كل مكان !!
وبينما المفروض فى السيفون أن يطرد الماء لأسفل فإنه أصبح يطرد الماء فى كل اتجاه ماعدا أسفل !!
كنت أشرح هذه الحالة بتفاصيلها لزملاء الإدارة, حين مصمصت الحاجة "همت" بشفتيها وقررت بأنها أحيانا ماتضطر لدخول حمام بيتها بالكسكيته نظرا لأن جيرانها عندهم خراران تركوه ولجأوا للخليج!! صمتنا جميعا حين تفضّل وتطوّع زميلنا بالإدارة الأستاذ السمالوطى وهو يمر على لحيته بيده وأعلن بصوته الجهورى:
بإذن الله !عندى لك أخ سباك يعرف ربه جيدا.
رشقه بيومى رئيسنا بنظرة استهجان:
-كلنا يعرف ربه ودينه جيدا ! نحن لانطلب تفسيرا شرعيا! السؤال هل يعرف فى أمور السباكة؟ أم هو مثلك هجّاص؟
ثم أنا لاأفهم أن يحضر موظف إلى مقر عمله بشبشب وبقجة!!
رفع السمالوطى وجهه لأعلى وبصوت كما الرعد:
-أسأل الله لك المغفرة والصلاح والهداية! فى الأصل وفى البيداء كانت البقجة! أما السمسونايت فهى بدعة! وكفانا الله شرّ البدع!
اليوم الأول
فى الموعد المضروب حضر السمالوطى يتبعه اثنان وقدم لى الأول وكان هو الآخر يحمل بقجة ويرتدى الملابس الباكستانية وقدّمه لى :
- الأخ صبحى والمكنى بأبى الفرسان !
لم أفهم لماذا هو مكنى ! لكننى لم أعلق خشية أن يكن تعليقى خروجا عن صحيح الدين! لكنه لم يتركنى بل قدّم لى ثالثهم وهو أصغرهم سنا يرتدى أيضا الملابس الباكستانية وعيونه زائغة كأنه يبحث عن سوّاح.
- هذا هو الأخ أشرف المكنى بابن أبى الفرسان !
مالت علىّ زوجتى وزغدتنى:
- هل كان يجب أن تأتينا بمكنيين!! هؤلاء سيكلفوننا أكثر من غير المكنيين !!
اتجه المكنى الأول يسارا ناحية غرفة نومنا وفتح البقجة وقال لصبيّه وبصوت كما الرعد وهو يشير إلى سريرى:
- ياأخ ابن أبى الفرسان ! قم بفكّ هذه السلطانية وقدّم المشيئة واحذر الجان !!
تدخلت على استحياء :
- هذه ليست سلطانية .
أكد السمالوطى بنفس نبرة الصوت ولم أعرف حتى الآن فيما حزقهم هذا :
- لاتتدخل فى عمله , فهل أنت سباك لتعرف ماهى السلطانية؟ هذا رجل يعرف صحيح دينه جيدا!!
أكد أبو الفرسان بسماحة السباك المؤمن :
- لاتأخذى المظاهر ! أنا أعرف الفارق بين الحمام البلدى والأفرنجى , والأخير بدعة ! حيث تتمددون متصورين أن هذه هى الراحة والعياذ بالله فيجهز عليكم الجان !!
أحسست بالمصيبة فأكدت :
- لا, هذه غرفة نومى ...
- سامحك الله , وهل المؤمن ينام فى هذه المسخرة !! اتق ربّك واستغفر !
اليوم الثانى
بعد أن زروط الحمام وانصرف أبو الفرسان , حاولنا استعمال المياه فى الحمام. الأمر كان فى حكم الكارثة! وحضر السمالوطى بصحبة السباك المؤمن فى اليوم التالى وحين أفهمته أن المياه تشر من كل المواسير والوصلات. أفهمنى بسماحة وسكينة المؤمن :
- هذا إن كنت لاتعلم دليل الرزق الوفير !!
- ياأخ أبو الفرسان الجيران هددونى بعمل محضر فى القسم , ثم أن رباط المواسير يحتاج لما يسمى فى مهنتكم "بالاستوبة" وإن كنتم لاتعلمون فهى من الشعر الكتان لتمنع تسرب المياه من الوصلات.
- هذه بدعة , وكما تعلمون مآلها النار !!
- وأنا مآلى سيكون قسم الشرطة !!
عاودنا محاولة الإصلاح وأفهمنى أن هذه هى أصول السباكة, وأنه أخذ عليها فرقة بأفغانستان.
فاستفسرت أم الأولاد :
- من الجائز فى أفغانستان يفضلون الحمامات مزروطه ..
بعد أن أنهى عمله أغلق باب الحمام وطلب منى ترك الحمام مظلما لمدة يوم على الأقل, لأنه حبس الجان !!
أكدت زوجتى :
- قد يهرب للمطبخ ! ويأكل أكل العيال!
اليوم الثالث
هدد بيومى رئيسنا فى العمل زميلنا الأخ السمالوطى بأننا سنبلغ الشرطة إن لم يصلح السباك غلطته !!
فقرر السمالوطى :
- الرجل مستعد أن يأخذ الحمام ! وكفى الله المؤمنين شر القتال
بعد العصر حضر السمالوطى وأبو الفرسان وأربعة مرافقين ووقفوا أمام الحمام فشرحت لهم فى أدب أول جزء من المشكلة:
- حين أفتح الشطاف, الماء يتطاير فى كل مكان ماعدا المكان المخصص لتدفقه! ولاتقل لى الشطاف بدعة !
- لا, المشكلة إيمانك إنت ضعيف!! والفساد استشرى
قالها ومال على الحمام وفتح الشطاف وإذا بنافورة تنبعث من كل وصلات الحمام فأخذوا يكبرون ويهللون والسمالوطى يؤكد:
- بارك الله فيك ياأبا الفرسان. ماء طهور انبعث من ينبوع وكان جافا حتى الآن!! سيأتى الأخوة للتبرك من عندك !
قلت : سيصبح حمامى مزارا سياحيا !
أكّد أحد المرافقين لأبى الفرسان :
- حتى لايظلمنا أحد , وبالدليل. نحن نشجع السياحة فى كل مكان !!
ولى عودة مع فصول أخرى بكل تأكيد ....
2 comments:
i loved the music
am sorry i said i love the music cause i adore it,it makes me wanna cry without reading any thing
Post a Comment