بما إنى لسه فى امتحانات ومنغمس فى مشاكلى ومشاغلى الخاصة كانغماس اللقمة فى صحن البامية
قلت أنتهز الفرصة وأجيب هنا كلام كنت كتبته قبل كده فى منتدى روايات نت وشايف إنه المفروض يبقى فى مدونتى هنا
كان وليد فتح موضوع بعنوان
من منكم يقدر على فتح أبوابه المغلقة
استلهاما من فكرة فى رواية "أسطورة إيجور" لد. أحمد خالد توفيق
كان فى صيغة أسئلة زى التاج كده وإنت تجاوب
وهنا دلوقتى هانقل ردى الطوييييييييييييل كوبى وبيست !
المواجهه !!
هذا الموضوع يحتاج للشجاعه بكلّ تأكيد فليس من السهل أن تطرح عيوبك أو مخاوفك أو حتى ذكرياتك على الملأ هكذا بدون مواراه أو خداع ...
ولكن هناك تحفّظ صغير على مسألة الأبواب المغلقه فى أسطورة إيجور فأنا لم أقتنع بأن معرفة الإنسان المفاجىء لأسوأ عيوبه أو غرائزه يقود لمثل هذا الانهيار الكامل كما حدث فى الروايه !!
ربّما أفهم أن ينهار الشخص ويتداعى عندما يُكشف للآخرين ويرى أن عيوبه ومثالبه وانحطاطه لم يعد سرا خافيا على أحد لكن أن ينهار هو لاكتشاف هذا ؟!
إنّه يعرف حقيقته ويدرك تماما أنّه - مثلا - مجرّد وغد شره يُغلّف رغباته وشهواته بقناع زائف ليتفادى حساب الآخرين أو لومهم , القناع أو المداراه تكون بالنسبه للناس وليس لنفسه , ربّما يتناسى دوافعه الحقيقيه وشرّه لبعض الوقت ويُقنع نفسه بالغلاف الزائف فقط ليتقن التقمّص والتمثيل أمام الناس لكنّه لن ينهار أبدا عندما يتذكّر لأنّه أبدا لم يجهل حقيقته وحقيقة نفسه !
معذره للاستطراد ولنعُد للموضوع ..
انتهيت منذ قليل من قراءة كل الردود على الموضوع - وشاهدت ردّك ياعزيزى وليد على الأسئله العشره الأولى - وكنت بين كلّ ردّ وردّ أذكر موقفا ما من المواقف التى حدثت لى سواء أخطائى أو مواقف محرجه أو مؤلمه ....إلخ
وكلّما تذكّرت موقفا ما أكتب عنه نبذه مختصره كى لايضيع منّى حين أرُدّ وعندما انتهيت من القراءه وجدتنى قد سوّدت بقلمى حوالى ثلاث صفحات
لم أنْهَرْ بالطبع - راجع حديثى عن أسطورة إيجور - ولكنّى الآن مضطر للانتخاب والتصفيه لكل هذه المواقف و الاكتفاء بموقف - أو اثنين - لكل سؤال , ولنبدأ ...
السؤال الأول: ما أسوأ شىء فعلته فى حياتك...و تود لو لم تكن قد فعلته؟(يجب أن يكون عملا سيئا ..لا عملا عاديا ندمت عليه)
كانت هذه بالطبع أكثر المواقف فلدىّ الكثير من الأخطاء والمواقف التى تمنّيت لو يعود بى الزمن للوراء حتّى لاأفعلها , عموما سأختار موقفين أعتبرهم من أسوأ أخطائى لأنّنى آذيت فيهم غيرى بخلاف معظم أخطائى التى لم تضرّ أحد سواى!!
الأوّل : كان موقف وأنا فى تالته إعدادى , كنت رئيس الفصل وكنت الأوّل على الفصل وكنت فتوّه من فتوّات الفصل - والله العظيم مابافشُر وكل ده حقيقى - وفى مرّه من المرّات كنت داخل الفصل وأنا فى حاله غريبه . كنّا فى الفُسحه ومش فاهم كان مالى يومها ! , المهمّ دخلت الفصل لقيت واحد من زملائى قدّامى وبيبتسم لى , انهلت عليه ضربا بقبضتىّ فى بطنه !!!
كان قويا لكنّ ضرباتى كانت مفاجئه وقويّه جدا فانهار باكيا من الألم .
لم يكّن قد آذانى مطلقا من قبل ولم يضايقنى بل ولاأذكر أن أحدا غيره ضايقنى يومها , وحتى الآن لاأفهم الدافع أو السبب !
ولم أعتذر له ..
ولكنّى أتمنّى - وبإذن الله سيحدُث - أن تُتاح لى الفرصه لأقابله وأطلب منه أن يسامحنى وأعتذر له حتى يفعل
الثانى : المرّه دى كان فار- ماوس بالإنجليزى - !!!!
كُنا طلعنا على الأراضى الزراعيّه جنب القريه بتاعنا - كنت فى تانيه أو تالته ثانوى - علشان ناكُل توت - اللى دود القزّ بياكُل ورقُه ده - كان عندنا شجره كبيره زرعها جدّى الله يرحمه من زمان ودايما التوت بتاعها بيبقى جميل وبنروح كلّ سنه هناك والمرّه دى كنّا رايحين أنا ومجموعه من زملائى الصُبح بدرى حوالى الساعه سبعه أو سبعه ونص ولمّا وصلنا عند الشجره لقينا هناك فار نايم جنبها !
كان فار رمادى كبير وكان نايم لحدّ الساعه دى فى منطقه مكشوفه واللى رايح واللى جاى كلّهم بيعدّوا عليه ولا هوّه هنا , طبعا قلنا هنموّتُه وده مش غلط طبعا لأنّه من الحيوانات المؤذيه جدا لينا وللأرض بس لو ضربناه هيصحى ويجرى وغالبا مش هنعرف نمسكه ونقتله فقررت إنّى أخنُقُه !!!
قرّبت بإيدى بهدوء علشان مايصحاش ومرّه واحده مسكته من رقبته بصوابعى - الإبهام والسبابه والوسطى - علشان أخنقه , صِحِى طبعا وقعد يتلوّى فى إيدى بعُنف لكن أنا كنت ماسكُه كويّس .
فى اللحظه اللى صِحِى فيها وبدأ يقاوم اتفاجِئت !! مش بالظبط اتفاجئت لكن حسّيت بألم وصُعُب علىّ الفار جدا لكن ماقدرتش أسيبه , كنت خايف من مخالبه وأسنانه وكنت مقروف منّه ومن ملمسه , ماكنتش عايز أى جزء غير صوابعى يلمسه . طب مسكته وخنقته ليه ؟
ماكانش فى بالى إنّه هيقاوم , ماكنتش منتبه أبدا إنّى هاخُد روح كائن حىّ!!
ماأخدش كتير على مامات لأنّى لمّا لقيت إنى مش قادر أسيبه شدّيت أكتر بصوابعى علشان أ خنقه أسرع وبعد مامات رميته بعيد عن الطريق والشجره ..
وكلّ ماأفتكر منظره وهوّه بيموت فى إيدى باتخنق وأكره اللحظه دى !
الواحد صحيح بيقتل النمل والصراصير والذباب و كمان ممكن الفراخ والبط والأرانب لكن مابيحُطّش فى دماغُه أبدا إن دى كائنات حيّه فيها الروح وإنّك لمّا بتموّتها روحها دى بتطلع ..
لو فكّرت فى الموضوع من الناحيه دى بيبقى صعب علىّ إنّى أموّت النمله أو الناموسه - فاكرين فلسفة النافاراى بتاع النمر والثعبان والنار ! - رغم إنّك بتبقى مُدرك مدى الضرر اللى ممكن تسبّبه الناموسه والضيق والقرف اللى بيعمله النمل لكن علشان تموّتهم بدون تردّد أو ألم مابتعتبرهمش أبدا كائنات حيّه , بتعتبرهم حشرات - فاهمين قصدى ؟ - , فى اللحظه اللى خنقت فيها الفار دى انتبهت فجأه للحقيقه السخيفه دى .
وكلّ ماأفتكر الموقف ده أتمنّى فعلا لو كنت طردته وخلاص أو حدفته بطوبه علشان يصحى ويهرب وكنّا خِلِصنا !
السؤال الثانى: ما هو أكثر المواقف إحراجا لك فى حياتك؟
الحقيقه تاريخى مليان - برضُه !! - بالمواقف المحرجه بس هانتخب منها موقف واحد حصل فى الثانوى ,فى تالته ثانوى بالتحديد ...
كان مدرّس الفيزياء قال لنا إننا هنراجع فى يوم معيّن وأنا كان من عادتى إنّى ماباذاكرش أبدا طول السنه وأذاكر يادوب قبل الامتحانات بكام يوم وطبعا ماكنتش أعرف أى حاجه فى منهج الفيزياء اللى علينا - رغم إننا كنا فى الترم التانى - , الحقيقه كان كل اللى أعرف فيه هو الإنجليزى ومن معلوماتى العامّه كمان مش من المنهج . المهمّ إنّى برضه ماذاكرتش ليوم المراجعه ده على أمل إن الحصّه تخلص قبل الدور ماييجى علىّ فى الأسئله !!
وطبعا ده ماحصلش , ولمّا الدور جه علىّ وقفت والأستاذ سألنى و طبعا أنا مافيش و اللى زاد وغطّى إن الأستاذ ده بالذات كان بيحترمنى جدا على اعتبار إنى من الأوائل وبيعتبرنى من أنجب الطلاب على مستوى المدرسه - ماأصلى كنت جايب فى تانيه ثانوى 99.8 - بالمستوى الرفيع طبعا - ده غير إنّه كان يعرفنى معرفه شخصيّه . ده كُلُّه وأقف قُدّامُه كده !!
طبعا غششنى الواد اللى جنبى أى كلام كده وقلت أى حاجه . الأستاذ عدّاها وقال لى بإحباط وقرف " طب اقعد اقعد " وحمدت ربّنا جامد جدا إنّه ماقالّيش كلمتين فى العضل زى ماكان بيقول للى مابيجاوبش .
وبالمناسبه كان فيه موقف كان ممكن يبقى بدايه لموقف محرج جدا لكن الحمد لله ربّنا ستر , كُنّا ماشيينى فى الجنازه بتاع جدّتى وكانت فى الصيف أو كان يوم الجو فيه كان حارّ شويّه واحنا كنا بعد صلاة الضُهر .
أنا كنت ماشى جنب النعش وفجأه لقينا وزّه - اللى هىّ كانت بطّه قبل الشيطان مايوزّها !! - جت مش عارفين منين وبتتمشّى تحت النعش فى الضلّ !!
وفضلت ماشيه تتمخطر بقى وتتمرجح تحت النعش يمين وشمال والناس طبعا ماشيين فى منتهى الوقار وماينفعشى واحد منهم يجرى ورا وزّه علشان يطردها من تحت النعش ! , فيه اتنين تلاته حاولوا محاولات وقوره كده إنّهم يهشّوا الوزّه لكن الظاهر إنّها ماكانتش بتعترف بحاجه اسمها وقار أو كانت بتشجُبُه بسّ - الله أعلم - لكن النتيجه واحده وهىّ إنّها ادّتهم الطرشه وفضلت ماشيه تتمخطر !
كلّ ده وأنا ماسك نفسى من الضحك بالعافيه أو حتّى من الابتسام , شوفوا إنتوا بقى لو واحد ضحك وللا ابتسم فى جنازة جدّته , ماهو مش كل الناس شايفه الوزّه تحت النعش بقى والوزّه بنت الّذين زىّ ماتكون بتغيظنى وبتمشى بمنظر فى منتهى الكوميديا لحدّ ماربّنا ستر و سابتنا ومشيت من تحت النعش قبل ماكنت خلاص هاضحك وتبقى فضيحه !
السؤال الثالث: ما الموقف الذى جعلك تشعر بالإحباط و العجز و قلة الحيلة؟
أعتقد أنّ العجز دى كبيره شويّه . ماأعتقدش إنّى وصلت فى أىّ مرّه للشعور ده , دايما كنت بابقى عارف إنّ دى مش النهايه ولو الموقف شخصى أو مشكله خاصّه بيبقى عندى أمل دايما إن بكره أحسن حتّى لو مش عارف إزّاى !!
ممكن مثلا نقول موقف من اللى خلانى أحسّ إن سعد باشا زغلول -الله يرحمه - كان عنده حق لمّا قال " مافيش فايده " !!
كنت فى أولى ثانوى وكنت رئيس فريق من الطلائع - واحد فى نفس سنّى وتلاته أصغر بسنه - فى مسابقه ثقافيّه , كانت المسابقه عباره عن دورى من أربع أو خمس لقاءات و المجموع تراكمى - يعنى اللى بناخده كل لقاء بيتجمع على اللى قبله - وكنّا احنا لغاية قبل اللقاء الأخير فى المركز الأوّل لكن بفارق مش كبير عن الفريق اللى بعدنا . المهمّ كان من ضمن الأسئله فرع فى المعلومات العامّه وكان سؤال واحد عليه عشر درجات كاملين ..
السؤال كان " ماهى آخر حرب فى تاريخ العرب المعاصر ؟ " كده بالنصّ . الكلام ده كان فى منتصف التسعينات تقريبا , وطبعا كانت إجابتنا حرب الخليج !
لكن على مين , السيّد المُحكّم معاه ورقة إجابه بتقول إن آخر حرب فى تاريخ العرب الحديث هى حرب أكتوبر 1973 !!
تجيب يمين تجيب شمال تشرح وللا تزعّق وللا تعمل نوم العازب حتّى مافيش فايده . وأنا هاتجنن وأنا شايف مجهود شهر وزياده بيضيع كده بدون سبب غير الغباء والجهل والبيروقراطيّه - لاحظوا تمسّك السيّد المُحكّم بنموذج الإجابه اللى نازل له من الإداره ! -
وخسرنا وطلعنا ..
بدون تعليق
السؤال الرابع: ما هو أكثر المواقف إيلاما فى حياتك حتى أنك بكيت فيه كالأطفال؟
الأمر معقّد هنا قليلا فالسؤال يشترط الألم كدافع للبكاء , بالطبع سواء أكان الألم ماديا أو معنويا . نفس النتيجه !
وبالطبع أفترض أن هذا الموقف قد حدث لى وأنا ناضج وإلا لما كان السؤال " كالأطفال " وتبعا لذلك فلا أكاد أذكر موقفا ما بكيت فيه نتيجة ألم ما !
منذ فارقت الطفوله لم أعتد البكاء أبدا لألم جسدى أو عضوى و أمّا من ناحية الألم النفسى نتيجة التأثر بموقف ما أو حدث ما فلا أعتقد أن الألم كان الدافع لأنّها جميعها - حسبما أذكر - لم تكن مباشره أبدا . عموما سأذكر ثلاث أو أربع مواقف أذكر أننى بكيت فيها لمدّه طويله , وأنا لاأبكى أبدا بصوت عال أو صراخ ! فإذا كان هذا شرطا للسؤال فإجابتى ستكون بالسلب فإذا تغاضينا عن شرط علوّ الصوت هذا فسأقصّ عليكم المواقف ...
الأوّل : فيلم " الراقص مع الذئاب " فى أولى مرّات عرضه على التليفزيون المصرى - كان هذا منذ فتره طويله - كنت قد تعايشت تماما مع بطل الفيلم وصداقاته للذئب ثم للهنود الحمر وللحياه البسيطه التى وجد نفسه فيها أخيرا وفجأه أتى باقى الجيش ببنادقهم ومعدّاتهم وحضارتهم الشرسه وحينما شاهدوا الذئب يحوم حول المعسكر - بحثا عن صديقه - تسابقوا فى إطلاق النيران عليه , الذئب لايبتعد ولا يخاف رغم الإصابات المتلاحقه وهم مستمّرون فى إطلاق النار - دون أن يسبب لهم أى أذى أو تهديد - بل وجعلوا الأمر مسابقه بينهم عمّن سيقتله منهم . كدت أصرخ فى شاشة التلفيزيون " ياغبّى اهرب دول وحوش " - للذئب طبعا - . بكيت بشدّه طوال المشهد وموت الذئب .
الثانى : فيلم " الأسد الملك " . مشهد قتل سكار ل موفازا , كنت باتفرّج على النُسخه المدبلجه وعبدالرحمن أبو زهره كان شرس فى دور سكار - عمّ سيمبا - كان دبّر مؤامره استدرج فيها سيمبا لممر مقفر ومنخفض بين الجبال وقاد قطيعا من الجاموس الوحشى إلى هذا الممر بواسطة أعوانه الضباع .
كان قطيع الجاموس مندفعا كالقدر ! , سيل عارم لايقف أمامه كائن من كان , وأتى موفازا لينقذ سيمبا الذّى تعلّق بشجره ذابله فى منتصف الممرّ متحدّيا هذا الرعب الهائج وبالفعل ينجح فى الخروج به إلى جانب الممر بمعجزه لكن سيل الجاموس يجذبه بعيدا عنه فلا يراه سيمبا , يحاول ببساله وينجح فى التعلق بجانب الممر فى منطقه أخرى ويحاول الصعود والنجاه . وهنا يظهر سكار فيهتف به " سكار , أخويا .. ساعدنى " وهنا تكون الصدمه . أخوه , من لحمه ودمّه يغرس فجأه مخالبه فى يديه المتشبثتين بالجدار ليلقى به وسط القطيع الهائج وعلى وجه سكار نجد كل مايمكنك تخيّله من شر وجشع وطمع ونذاله , وفى المقابل لانرى على وجه موفازا سوى الصدمه والمفاجأه .. ربّما عدم الفهم كذلك !!
هذا أخوه !
أخوه!
أن تأتى الطعنه من درعك الذى تحتمى به !
الخيانه أشدّ وطأه على النفس من أى شىء سواها ..
أكثر مايؤلم أن تجد الغدر ممّن تعتبره صديقا أو مواليا فما بالك لو كان أخوك هو من يخون ولم يخن فى موقف أو حرب بل تراه يقتلك !!
يقتلك بيده التى انتظرتها ممدوده لتساعدك ..
لم أستطع مقاومة الدموع التى انهارت بغزاره طوال هذا المشهد والمشهد الذى يليه حينما يجد سيمبا جثّة أبوه موفازا ويهتف به ليستيقظ ويردّ عليه !
الثالث : هذه المرّه أغنيه أو هو أوبريت " الحلم العربى " وأقصد بالطبع النُسخه الأصليه وليست تلك المبتسره التى أذاعها التليفزيون فى بدء الانتفاضه الثانيه ..
الأغنيه ملأى بالمشاهد التى ملأتنى بالحزن والقنوط لكن ثلاث لقطات لاتفارقنى و لم أستطع مقاومة البكاء فيها , أولها مشهد لدبابه اسرائيليه فى اجتياح لبنان وأحد الاسرائيليين يظهر من برجها رافعا بيده علامة النصر . بكيت كمدا وغيظا وعجزا !!
ثانيها أيضا فى لبنان والطيران الاسرائيلى يقصف البيوت والقرى , كان أبٌ يعدو حاملا طفله الصغير وخلفه ابنته - الأكبر قليلا تعدو وتصرخ فى فزع قاتل . مشهد الطفله وهى تجرى بهذا الذعر والفزع . إنّها طفله . طفله !!
طفله وخلفها الموت ..
ثالثها كان فى العراق أثناء الحصار ولافته على قبر تحمل جمله واحده
" وداعا أولادى الأربعه "
!
تبًا !
لكن يجب أن أكمل الموقف الرابع الآن ...
الرابع : هذا الموقف حدث قريبا - منذ عام تقريبا - ولى وليس فى التلفاز هذه المرّه , كانت جنازة جارنا وهو رجل كبير السنّ تزوّج ثلاثه من أولاده وتخرّج الرابع من كليّة الطبّ فى حياته أى أنّه فى هذه السنّ التى لايكون الموت فيها مفاجأه أو صدمه وخاصة وقد كان مريضا ..
سارت الجنازه حتى وصلنا لقبره ووقف أحد الشيوخ يعظ الواقفين ويدعو للميت بالرحمه . كان للميت أخّين والاتنين أولادهم متجوّزين ومخلّفين , اشتعل منهم الرأس شيبا كما يقال ورغم ذلك وجدتهم يبكون بحرقه شديده جدا .
كانت وجوههم وعيونهم قد احمرّت من شدّة البكاء . وصوت بكائهم عال , لايستطيعون التماسك .. ذُهلت ووجدتنى أبكى بحرقه خاصة حينما شاهدت ابن جارنا الأصغر - لايزال طالبا - وهو ينهار هو الآخر باكيا .. لم أستطع كتم الدموع ووجدتنى أقاوم الانهيار بصعوبه !
السؤال الخامس : ما هو التصرف أو العمل الذى وددت لو كانت لديك الشجاعة الكافية للقيام به؟
إنّى أحوّل من كليّة الطبّ وأروح آداب اسكندريه أو المنصوره !!!
بسّ للأسف مش هاقدر أعمل كده .
السؤال السادس: ما هو أسوأ عيوبك؟
طيب أختاره ده إزّاى ؟!
أنا فعلا مليان عيوب - مش من ضمنها الطيبه على فكره - لأنّى مش طيّب !!
عموما نقول منهم شويّه كده ..
كنت هاقول الغرور لكنّى ماأعتقدش إنّى حقيقى مغرور .
الغرور إنّك تفتكر إنّك أذكى وأحسن من كلّ الناس ..
أنا باعتبر نفسى أذكى وأعقل من معظم الناس !!
هناك فرق
لمّا باأسمع رأى أصحّ باعترف بده ولمّا أقابل شخص أذكى - وده نادر لمّا بيحصل - مابتبقاش مشكله إنّى أعترف لنفسى إنّه أذكى!
يمكن من أقوى عيوبى فعلا الكسل وعدم الطموح ..
بالإضافه لإنى شخص مُحبط - بكسر الباء - وغالبا مُملّ !!
وعيوب تانيه إنتوا أدرى بيها منّى ...
السؤال السابع: ما الأمنية التى تتمناها , مع علمك بأنك لا تستطيع تحقيقها؟
هافترض هنا إنّها من ضمن الحاجات الممكنه ورغم كده مش هاقدر أحقّقها
يعنى مثلا مش هاقول إنّى أكون على جزيره كامله وكبيره لوحدى بدون أى بشر أو رائد فضاء أو ضابط مخابرات أو حاجه من دى ..
الحاجه اللى ممكن أسعى لها وأحقّقها بظروفى وإمكانيّاتتى الحاليّه ورغم كده عارف إنّى مش هاحقّقها هىّ إنّى أقوم برحله حول العالم ولكل الدول على درّاجه أو حتّى ماشى !!!
ربّما أيضا أن أجلس ذات يوم فى الشرفه وبجوارى شريكة حياتى التى أحببتها واخترتها مستمتعين بالهدوء والسكينه وأضمّها إلى صدرى بحبّ وتستكين هى فى دعه - طبعا باتكلّم عن واحده ستّ مش قطّه !! - . لاأعتقد أن هذا سيحدث أبدا , لأ مش علشان بيتنا مافيهوش بلكونه !!
أنا بإذن الله هابقى أبنى أو أشترى بيت فيه بلكونه . لكن علشان أغلب ظنّى إنى هاعيش حياتى وحيد إلى النهايه وهذه ليست نظره سوداويه أو متشائمه بل نظره واقعيّه تماما بالنظر إلى طباعى وعاداتى .
السؤال الثامن: ما هى أسوأ لحظة فشل فى حياتك؟
امم !!
هذا بالذات أصعب الأسئله بالنسبه لى رغم أن لحظات فشلى كثيره جدا بطريقه مذهله ! , سواء دراسيا أو عاطفيا !!
من الممكن أن نقول أن أسوأ لحظات فشلى لم تأت بعد لأننى حتى الآن نجحت فى احتمال كافة اللحظات السابقه وأسوأ لحظات فشلى بكل تأكيد ستكون تلك التى لن أستطيع تحمّلها أو تخطّيها .
السؤال التاسع: متى رغبت فى الموت؟
لاأعتقد أننى رغبت قطّ فى الموت , ربّما تمنّيت يوما لو لم أولد قطّ لكنّى أبدا - حسبما أذكر - لم أتمنّ الموت مهما كان الألم أو كانت المعاناه التّى أمرّ بها
السؤال العاشر: ما رأيك فى هذه الأسئلة و واضعها؟
رأيى فى الأسئله واضح فى ردّى السابق أمّا عن صاحبها فلا أعتقد أنّ الكلام يُفيد فى مثل هذه الحالات
آاااااه أنا تعبت من العشره الأولانيين دول جامد !!
علشان كده هاختصر شويّه فى العشره التانيين - وخصوصا إنّ الأسئله نفسها تشجّع على الإجابات المختصره بخلاف العشره الأولانيين -
-1- متى ندمت على عمل خيّر قمت به ؟
لاأذكر أننى ندمت على عمل خيّر قمت به أبدا !
ربّما لندرة تلك الأعمال الخيّره
إلى جانب أننى أعلم بالطبع أن عمل الخير لايجوز الندم عليه أبدا مهما حدث ومهما كانت عواقبه لأنّك أساسا لاتفعله لغرض معيّن بل تفعله لأنّك لابدّ أن تفعله ! , مسأله ليس فيها اختيار ليكون هناك ندم .
-2- ما هو اكثر عمل سىء كدت ان تفعله ثم تراجعت بإختيارك رغم ان السُبُل كانت ميسرة لك لتقوم به ؟
لم تُتح لى فُرص كثيره فى الواقع لأقوم بأعمال سيّئه
-3- ما هو أكثر شىء تخشاه ؟
ممكن نقول إنّها صوره فى خيالى باخاف منها بعنف!
إنى أبقى متكتّف ومحطوط فى مكان ضيّق جدا - صندوق مثلا - بحيث ماأبقاش قادر أتحرّك أبدا أو أحرّك أىّ طرف من أطرافى - , ده أكتر وضع مُفزع بالنسبه لى .
-4- ما هى الصفات المتناقضة الموجودة بك ؟
مش فاهم إزاى يعنى صفات متناقضه ..
يعنى صموت ورغّاى مثلا ؟ أو متواضع و مغرور ؟
إنت فيك دايما كل الرغبات والصفات المتضاده ودايما فى حالة صراع بين الخير والشرّ ومش دايما صفه واحده اللى بتكسب , دايما ممكن أكون صادق جدا فى كلّ حاجه لكن فى موقف معيّن تلاقينى كذبت سواء نتيجة ضغط معيّن أو نتيجة حساب خاطىء !
وبكده ممكن تعتبر إن عندى كلّ الصفات المتناقضه
-5- هل وُضِعَ مبدأ أو أكثر مما تؤمن به موضع اختبار عملى ؟ ( اى انك تعرضت لموقف مثلا يظهر فيه مدى ايمانك بالمبدأ او التزامك له من عدمه )
كان هناك موقف ما وتكرر مرتين ..
فى امتحان ماده من المواد التى رسبت فيها كثيرا وكانت إجابتى ضعيفه ولست متأكدا إن كانت ستكفى لنجاحى وجاءت المراقبه علينا وأخبرتنى أن أنتقل من مكانى إلى جانب طالبين آخرين لأنقل ماينقصنى من إجابات ..
كنّا احنا التلاته فى اللجنه وكان مكانى أنا فى آخر اللجنه لوحدى وكانوا همّ بيغشّوا من أوّل الامتحان لكنّى رفضت أتنقل وأغشّ
ونجحت الحمد لله بدون غشّ فى الماده دى وكنت مبسوط من نفسى
لكن للأسف فى الدور التانى كان عندى مادّه تانيه كنت سقطت فيها كتير برضُه وكانت دى آخر فُرصه بالنسبه لى ياإما أنجح يا إمّا أسيب الكليّه نهائيا - طبعا لو علىّ أنا أسيبها فورا لكنّهم فى البيت هنا هينصدموا جامد - ..
وبرضُه كنت قاعد لوحدى فى آخر اللجنه وجت ورقة الأسئله وكانت الأسئله صدمه بالنسبه لى , وحتّى الأسئله السهله اللى جت فى الأجزاء اللى كنت مذاكرها كويّس لقيتها اتبخّرت من دماغى ولقيت فجأه إن كلّ المجهود اللى بذلته والقرف والتعب .. كلّه هيضيع فجأه , ساعتها كان عندى استعداد للغشّ وحاولت أقول للمراقب لكنّه رفض وقال لى بسّ اكتب اللى إنت عارفه وربّنا يوفّقك !!
كنت منهار طول التلات ساعات بتوع الامتحان وباحاول أكتب أى حاجه أفتكرها وروّحت يومها وأنا فى منتهى اليأس والقنوط لكن بعها الحمد لله جاوبت كويّس جدا فى العملى ولقيتنى نجحت فى الماده دى وعدّيت السنه وفضلت فى الكلّيه
صحيح ماغشّيتش يومها فى الامتحان لكن أنا كنت عايز أغشّ والمراقب هوّه اللى منعنى !
-6- هل تشعر بالرضا عن حالك و عالمك المحيط و ظروفك عامة ؟ و لماذا ؟
بالطبع لا , لماذا ؟ راجع كلّ ماكتبته !!
-7- هل تملك ان تقول و انت تتذكر تجاربك العاطفية : هذا كان حب مراهقة , و هذا كان حبا ناضجا ؟
نعم أستطيع هذا بوضوح !
-8- هل تشعر أنك تملك كنوزا لا تراها ؟
لا , أعتقد أننى أعلم جميع إمكانيّاتى جيدا , فقط لاأستخدمها .
-9- هل تبكى أحيانا دون أية اسباب مفهومة ؟
لا . ربّما تصيبنى حاله ما من الاكتئاب أو الضيق لأسباب غير مفهومه أمّا البكاء فلابدّ من سبب وسبب قوى كذلك .
-10- هل تعرضت احيانا لإنفعالات عكسية ؟ بمعنى ان تكون فى موقف يستحق البكاء فتضحك او العكس ...
لا . لم يحدث هذا أبدا حسبما أذكر
وبهذا أنتهى أخيرا من هذه التجربه الشاقّه ..
الحمد لله
معلومة أخيرة إن الكلام ده اتكتب فى سبتمبر 2004
ومعلومة بعد الأخيرة إنى كنت عايز أعمل الأسئلة دى تاج وأبعتها لحبايبى وأنكّد عليهم شوية :)
بس قلت حرام عليك ياواد .. إنت داخل على امتحانات وعايز ربنا يكرمك
ابعد عن الشر دلوقتى !!
وعلى هذا الأساس ..هابعته بعد الامتحانات إن شاء الله :)